ثورة 14 تموز الخالدة .. والزعيم الراحل عبد الكريم قاسم

ثورة 14 تموز الخالدة .. والزعيم الراحل عبد الكريم قاسم

جاءت ثورة 14 تموزالباسلة لتقلب الاوضاع رأسا على عقب في المنطقة العربية والشرق الاوسط عموما ، والتي فجرها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .. واذا كانت الثورة توصف بانها ( ذلك التغيير الجذري السريع في مجتمع ما ) فان هذا المفهوم ينطبق تماما على ما وصفت به ثورة تموز الخالدة .. ذلك انها قد طردت طبقات اجتماعية واسعة وسياسية واسعة .
واذا كانت الثورة توصف بانها ( ذلك التغيير الجذري السريع في مجتمع ما ) فان هذا المفهوم ينطبق تماما على ما وصفت به ثورة تموز الخالدة .. ذلك انها قد طردت طبقات اجتماعية واسعة وسياسية واسعة
من سدة الحكم ومن مسرح الحياة السياسية من اقطاع مركزي ظالم ومستبد وعلاقات عشائرية متخلفة ، ورجال ينتابون على كراسي الحكم بصورة متوالية ، خذ نوري السعيد مثلا كان يتناوب على الحكم فيما يفوق الاربعين مرة ، وذلك بين رئيس وزراء او وزير دفاع ، منها 14 مره كان فيها رئيسا للوزراء ، وكأنما الحكم اقطاعية ورثها ابا عن جد !
وهكذا رسمت هذه الثورة الطريق نحو الحداثة ، اذ صعدت نحو الحكم فئات اجتماعية اخرى متباينة وكانت تتراوح بين المتوسطة وبين البرجوازية الصغيرة ، ولكن سكة التغيير جاءت تحت قيادة المؤسسة العسكرية ، التي لم تكن تملك منظورا سياسيا واضحا في عملية التغيير هذه .. وقد لعبت هذه المؤسسة العسكرية دورا لم يفصَل لها تماما على الرغم من ولاء بعض قياداتها واخلاصهم للزعيم ، وكان الكثير منهم من الضباط الاحرار الشرفاء الذين وضعوا روحهم في راحتهم من اجل هذا الوطن الذي يستحق كل التضحيات الجسام ، لكن نظام الحكم وقتها ظل يراوح في مكانه ولم يجدد نفسه .بل امسك بزمام الحكم احيانا من كان يمتلك فكرا يمينا بائسا ، وعلى الرغم من هذا التقاطع في وجهات النظر فقد كان الزعيم متسامحا الى ابعد الحدود لرفاق الامس الذين اقسموا له الولاء ، وكان ينظر اليهم بتوؤدة على الرغم من تحذيرات قوى اليسار له ! اذ انه من المعروف ان بعضا من الشرائح المدحورة لا يمكن ان تستسلم بسهولة ، بل انها سوف تقوم بالمناورة واحيانا تلجا الى المقاومة العنيفة ، على امل العودة الى السلطة ولو بشعارات جديدة مزيفة ، وقد تندفع للقيام بعمليات انتحارية بالنظر لما تعانيه من احباط ! خصوصا وانها قد فقدت مواقعها المتقدمة التي كانت عليها سابقا ، فماذا تفعل غير ان تتأقلم مع الظروف وتتبنى الشعارات لتساير فيها المرحلة ثم لتنقض من جديد على السلطة فهذا هو اسلوبهم وهذا هو تفكيرهم الدموي ، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية سبيلا ، ولا نهجا قويما ، فهم هم المسيطرون وما البقية الا الرعاع . لقد جاءت ثورة البطل المغوار عبد الكريم قاسم لتقدم للعالم هوية الوطن الحقيقية ، وعراقة العراقيين وفي دفع حركة الحياد الايجابي الى الامام ، ولا غرو في ذلك اذ انها قصمت ظهر حلف بغداد واصبح في خبر كان ! وكان هذا الحلف موجها اساسا ضد الحكم السوفيتي وقتها !.واستطاع عبد الكريم قاسم في فترة وجيزة ان يكسب ودالشعب وحبه دونما ضغط او اكراه ، فقد كانت محبته نابتة في القلوب ، ومن مختلف الشرائح : اذ انه قد كسب اليسار والوسط حيث تكمن خيوط القاعدة الاجتماعية هناك مع الفقراء والكادحين .. كانت شعبيته لا توصف اذ كان المواطنون يرفعونه عاليا هو وسيارته ، وكنت الجماهير تنشد له ( عبد الكريم كل القلوب تهواك ....عبد الكريم رب العباد يرعاك )وكان هذا بمثابة النشيد الوطني للجماهير .. كان عسكريا متواضعا ، على الرغم من انه لم يكن سياسيا ناجحا ! كان ينتمي الى الطبقات المسحوقة والفقيرة .. واذا كان الحزب الوطني الديمقراطي قد انكفأ ولم يستمر في مساندته ، وكان الرجل لا يبخل عليهم خصوصا كامل الجادرجي وحسين جميل ومحمد حديد وهديب الحاج حمود ، وكان يتعين على الزعيم الوطني الراحل الجادرجي، ان يأخذ زمام المبادرة في سياسة التغيير الاجتماعي هو وزملاؤه ، الا انهم اختاروا الطريق الاخر .. فخسرت الثورة ومعها العراق وخسرت رجالاتها الاشاوس ، وهكذا ضاعت على الجميع الفرصة التاريخية في عملية التغيير وتكالب الجميع عليه من قوى الردة الظلامية .. على الرغم من انه استطاع ان يزرع الخير والمحبة والامل في النفوس الضامئة الى حب العمل وخدمة الناس والجماهير .. كان وهو على فراش المرض جريحا يخطط لاعمار بغداد والعراق ، بعد ان تطاول عليه الصعاليك ليضربوه بالرصاص ، فخرج من المعركة اسدا هصورا ، حيث وضع اللبنات الاولى في الاعمار وزراعة الاراضي على امتداد قناة الجيش وغيرها من الاماكن وشق الطرق في فترة قياسية لا تتجاوز الستة اشهر ووزع قطع الاراضي بدينار واحد ! وكان المتر الواحد في بعض المناطق الجيدة بخمسين فلسا او بمئة فلس! وكان في استطاعة أي معدم ان يبني له دارا من الصفر بسبب من تسهيلات المصرف التعاوني والعقاري والرهون ! كان يكره العنف ، والرحمة عنده قبل تطبيق العدالة ، كان يقول ( الرحمة فوق القانون ! ) او ( عفا الله عما سلف !) وهكذا فقد عفا حتى على الذين تطاولوا عليه واستهدفوا حياته .لقد كان مثل غاندي في قومه ، لكن غاندي كان مطاعا من قبل امته واحبابه بعكس الزعيم الذي كان يزرع في ارض سبخة ! وهكذا فقد تنمر هؤلاء الذين سرقوا الثورة من رجالاتها الاشاوس واصحابها الحقيقيين اذ كان نابليون يقول ( الثورة يخططها الرجال الاذكياء وينفذها الشجعان ويسرقها الجبناء ! ) وكانت هذه على حد تعبير الدكتور عقيل الناصري ( هي ثورة الفئات المتوسطة التي هي متذبذبة ومتعرجة ، وليس لها صيرورة واحدة ! ) ( من محاضرة للدكتور المذكور القيت في منتدى الجماهير في شباط 2005 ) لكن الجماهير تبنتها فصارت قضيتها الاساس .. هكذا انطلق ( قاسم ) ليمنح الكورد الهوية الوطنية العراقية هو وزملاؤه من المناضلين ، وطلب من القائد المناضل الراحل مصطفى البرزاني ، العودة من الاتحاد السوفيتي ، وهكذا صار التالف بين العرب والكورد طلسما رائعا حتى في اغاني الشعب المشتركة ، لكن هذا العرس النضالي لم يدم طويلا ، اذ سرعان ما التفت الايادي الخفية لتزرع الوقيعة بين الطرفين والى درجة الاقتتال .. ولهذا لم يكتب للمشروع القاسمي ان يرى النور فقد جرى وأده حتى قبل ان يصبح حقيقة راسخة ، وقبل ان تصبح القضية الكوردية المنطلقة لتعرب عن ذاتها او لتجد مسارها الصحيح ! وهكذا سقطت الثورة باخطاء قاتلة ، لانها لم تكن موحدة عقائديا او متجانسة ستراتيجيا او سياسيا او .. وكان يبدو ان الجبهة التي جمعت بين التيارات االسياسية عام 1957 لم تكن ستراتيجية بل كانت تكتيكية انية ومرحلية ! اذ حاول الجماعات المتطرفة من الرجعيين والقوميين ،كما فعل اليسار المتطرف ايضا دفعها باتجاهه وبذلك انحرفت الثورة عن مسارها الصحيح ، وعلى الرغم من التأثير الواضح لليساروالكسب الكبير لهم اذ كانت الساحة خالية الا منهم ! الا انهم لم يكونوا من ذوي الافق الواسع لياخذوا عدتهم لمثل هذه الايام العصيبة ، اذ لم يكن لديهم خطة بديلة ، او ان لديهم من السلاح ما يدافعوا به حتى عن انفسهم ! كما تخلى الديمقراطيون عن تحالفهم مع قاسم ،بل اندفعوا للتحالف مع اعدائه الذين كالعادة سرعان ماتخلوا عنهم ايضا !وكان عبد الناصر وبوقه المعروف ( احمد سعيد) في اذاعة صوت العرب تصب النار فوق الحطب وتحرض ضد الزعيم جهارا نهارا .. وهكذا سلبت الثورة في يوم غابر في 8 شباط من عام 1963 حيث بدا الحكم بالحديد والنار والقتل والتعذيب دون محاكمة تذكر .. ولكن مع ذلك فان ثورة تموز حتى وان ظلت مســــارها الصحيح الا انها ستظل علامة مضيئة في تاريخ العراق والنضال .. كانت تلك الشمعة التي اوقدت الامل في نفوس الطيبــــــين وتركت ذلك الوهج الخالد الذي لن ينطفىء في قلوب المناضلين والناس البسطاء وزعيمها الخالد في القلوب الذي لم ينصفه الشعب ، بل انصفته الجزائر المناضلة واقامت له تمثالا في ساحاتها العامة بعد ان ساند قضيتها العادلة .. كان الزعيم ذلك الرجل المتواضع الذي لم يكن يمتلك دارا واحدة للسكن ، ولا زوجة ولا اطفالا !! كان يهب من راتبه الشخصي لكل المحتاجين .. كان القتلة قد ألقوه في النهر ليمحو أثره ولتأكله الاسماك ، لم يبن قصورا ، لم يسرق اموال الشــعب ، لم يقطع رقاب الناس كان اكبر من كلمة ، كان زعيما لامة العرب والكورد ، ومع كل الهنَات التي وقع فيها .. كان قد افنى حياته من اجل هذا العراق العظيم ، فمن لي بمثله ؟!فهل كان قاسم من الصــالحين .. اشـــهد بأني قد رأيته ذلك الرجل الودود , كان طيبا ذلك الزعيم فهلا انصـفتموه !

عاشت ايدك على هذا الموضوع

شكرا اخي العزيز

تحياتي

شكرا لك على الموضوع الجميل

شكرا لاطلالتك البهية

مشكورررررررررررررررر

شكرا للرد الحميل

شكرا جزيلا لك

شكرا للمرور العطر

مشكووووووووووووووووووووووووور

رحم الله زعيمنا الخالد والغزي والعار للقتلة المجرمين في يوم شباط الاسود.... احوكم السماوي الصغير