امريكا الجنوبية في التصنيف العالمي

بفضل النتائج الإيجابية والأداء المتميز لكل من أوروجواي وتشيلي وباراجواي في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، تمكنت المنتخبات الثلاثة من تسلق الدرجات في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola محققة بذلك عودة قوية إلى قمة الهرم الكروي الدولي، حيث باتت كتيبة لاسيليستي تحتل المركز السادس بينما انتقلت لاروخا إلى العاشر وألبيروخا إلى السادس عشر، في حين ارتقت الأرجنتين إلى المرتبة الخامسة.


كما تُعد هذه المرة الأولى منذ حوالي عقد من الزمن التي تضم فيها قائمة العشرين الأوائل أربع دول ناطقة بالأسبانية من قارة أمريكا الجنوبية، علماً أن "نادي العشرين" ضِمن التصنيف الصادر في سبتمبر/أيلول 2000 كان يشمل كلاً من الأرجنتين (3) وباراجواي (12) وكولومبيا (15) وتشيلي (19).


وفي المقابل، يجب العودة إلى مايو/أيار 1998 حتى نجد ثلاثة من تلك المنتخبات ضمن العشرة الأوائل، حيث كانت الأرجنتين تحتل المركز السادس آنذاك بينما انقضَّت تشيلي على المرتبة التاسعة، ي حين كانت تليها كولومبيا مباشرة في الصف العاشر.


صمود أرجنتيني
رغم مرارة الإقصاء من ربع النهائي على يد ألمانيا، فإن دييجو أرماندو مارادونا وأفراد كتيبته نجحوا على الأقل في إعادة المنتخب الأرجنتيني إلى المركز الخامس بعد غياب دام 23 شهراً.


وتُعد هذه المرتبة الأفضل لكتيبة التانجو منذ يونيو/حزيران 2008 عندما تصدر منتخب ألبيسيليستي التصنيف العالمي آخر مرة، علماً أن الأرجنتين تُعتبر من أكثر المنتخبات حضوراً في قمة الهرم الدولي، إذ حافظت على مكانتها بين العشرة الكبار على امتداد الأشهر السبعين الماضية. ويرجع تاريخ آخر مرة خرج فيها أبناء التانجو عن قائمة الشرف إلى فبراير/شباط 1998 (المركز 17) ويوليو/تموز 2004 (المرتبة 11).


أوروجواي على موعد مع التاريخ
حققت كتيبة لاسيليستي أكبر قفزة بين عمالقة أمريكا الجنوبية، إذ باتت أوروجواي تحتفل بأفضل ترتيب لها على مر التاريخ بعدما قادها أوسكار تاباريز ودييجو فورلان إلى المركز السادس، ليكون الفريق قد ارتقى عشر درجات كاملة في السلم العالمي. وقد يجد أبناء نهر لابلاتا في ذلك عزاءهم على البقاء خارج منصة التتويج في مونديال جنوب أفريقيا، رغم أنهم كانوا في قمة سعادتهم وهم يحتلون المركز الرابع عند نهاية أول عرس عالمي تستضيفه القارة السمراء.


وبانضمامها إلى نادي العشرة لأول مرة منذ إنشاء التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola، أصبحت أوروجواي خامس منتخب من أمريكا الجنوبية (مع احتساب البرازيل) يضع قدميه بين عمالقة العالم. وقد حسّن منتخب لاسيليستي ترتيبه بثمانية مراكز مقارنة مع أفضل مرتبة احتلها في السابق، حيث كان المركز 14 أقصى ما بلغه في مايو/أيار 1994 ويوليو/تموز وأغسطس/آب 2006.


عودة تشيلي
شهدت نهائيات 2010 عودة تشيلية قوية إلى الساحة العالمية، وهو ما انعكس في التصنيف الجديد، حيث تقدمت لاروخا على ترتيبها السابق بثمانية مراكز كاملة فباتت تحتل المركز العاشر بعد غياب دام 12 سنة. وتُعد المرة الخامسة التي تنضم فيها تشيلي إلى قائمة الشرف هذه، علماً أن آخر ظهور لها في نادي العشرة الأوائل يرجع إلى مايو/أيار 1998 عندما كان رفاق زامورانو وسالاس يحتلون المرتبة التاسعة.


وبعيداً عن المزايدات حول بقاء مارسيلو بييلسا على رأس إدارة المنتخب التشيلي، لا أحد يشك أن الفضل يرجع لهذا المدرب القدير في إنجاح مسيرة لاروخا في السنوات الأخيرة، علماً أن الفريق كان يقبع في المركز 47 عندما حل الداهية الأرجنتيني بالعاصمة سانتياجو شهر أغسطس/آب 2007 لاستلام مقاليد المنتخب. وها هو اليوم يعيد تشيلي إلى القمة، إذ بات منتخبها على مرمى حجر من معادلة، وربما تجاوز، المرتبة السادسة التي كان يحتلها في أبريل/نيسان 1998.


باراجواي على مشارف العشرة الكبار
بعد بلوغ ربع النهائي في جنوب أفريقيا، ارتقت كتيبة ألبيروخا 15 مرتبة بقيادة مدربها الأرجنتيني جراردو مارتينو، لتحقق باراجواي بذلك أفضل صعود بين منتخبات أمريكا الجنوبية منذ شهر يوليو/تموز.


وقد عاد نجوم جواراني إلى نادي العشرين الأوائل لأول مرة منذ يونيو/حزيران 2009، إذ كانوا يحتلون حينها المركز الثالث عشر في التصنيف العالمي. وبينما لا تزال تفصل باراجواي مسافة طويلة عن احتلال المركز الثامن الذي بلغته في فبراير/شباط ويوليو/تموز 2001، فإنها باتت أقرب من أي وقت إلى العودة إلى مصاف العشرة الكبار.