غرفة تحليل الصغار,توضع
على طاولة صغيرة كمية من الألعاب الخشبية البسيطة,دمى تمثل رجالاً ونساء,عربات,سيارات,قطارات,حيوانات,مكعبات وبيوت,بالإضافة الى الورق وأقلام الرصاص والمقصات..
هذه الألعاب سوف تغري الطفل لإلقاء نظرة خاطفة عليها.ومن خلال طريقة الطفل في استعمالها وإبعادها,او من خلال موقفه منها سوف يعطي للمحلل لمحة أولية عن مآزمه النفسية.
1- فباللعب يعبر الطفل على نمط رمزي عن هواماته ورغباته وتجاربه المعاشة.وهو بذلك يستعمل نفس النمط الأثري في التعبير (أي نفس الخطاب الذي نألفه في الحلم).
فإذا أردنا أن نفهم اللعب جيداً في علاقاته بسلوك الطفل اثناء الجلسة ينبغي أن لانكتفي بعزل معنى كل رمز,بل يجب ان نلم بكل الإزاحات والآواليات المتعلقة بأرصنة الحلم دون أن نغفل عن الرابطة التي تربط كل عنصر بالموقف في مجمله.
2- ان لعبة معينة يمكن أن تحمل معاني مختلفة ولامجال لتأويلها إلا من خلال علاقاتها البعيدة وفي مجمل الوضعية التحليلية,وإن النتائج الحقيقية للتحليل لايمكن بلوغها إلا بعد توضيح العلاقة الأساسية التي تربط شعور الطفل بالذنب بعناصر اللعب هذه عن طريق تأويلها في أدق تفاصيلها.
3- إن الأدوار التي يعطيها الطفل تارة لنفسه وتارة لدمياته يجد المبررات التي تدفعه الى تغيير العابه.ومع ذلك فإن مختلف هذه العناصر تفصح عن معناها إذا ماخضعت لنفس التأويل الذي يستعمل في الحلم.
4- اللعب هو الوسيلة الفضلى للتعبير عند الطفل,فالطفل يقدم لنا تداعيات مرتبطة باللعب.إن الانماط التعبيرية الأثرية والرمزية التي يستعملها الطفل مرتبطة بآوالية بدائية اخرى: فالطفل عندما يلعب,يعمل بدلاً من أن يتكلم.
5- إن الطفل خلافاً للراشد يعبر مباشرة عن حالاته اللاواعية وبذلك يمكن له أن يقوم بعملية التفريغ العاطفي وأن يعيش بالتحليل الوضعية الأصلية بشكل حقيقي,وبالتالي,يمكن له بفضل التأويل أن يصفي العديد من تثبيتاته.
ان اختيار الطريقة التحليلية الملائمة لكل مرحلة من عمر الطفل يعتمد على الاعتبارات التالية:
1- ان الطفل والمراهق يشعران بالقلق بدرجة اشد مما عند الراشد وبالتالي ينبغي من أجل التأثير على القلق والشعور اللاواعي بالذنب عندهما الإسراع في مباشرة الوضعية التحليلية.
2- ان تفريغ القلق عند الطفل الصغير يحدث اثناء النوبات ومن خلال الحذر والتحفظ عند الطفل في مرحلة الكمون.أما في المراهقة ومع المظاهر العاطفية العنيفة نلاحظ العودة الى التفريغ الحاد للقلق الذي يتجلى بفضل النمو الكبير للأنا من خلال المقاومات المعاندة التي يمكن أن تضع حداً للتحليل.
3- إن أسرع طريقة لتصفية القلق هي في مواجهة النقلة السلبية.من أجل التوصل الى هوامات الطفل ولاوعيه ينبغي أن نهتم باشكال التعبير الرمزية وغير المباشرة التي يستعملها.
وما إن يتحرر خيال الطفل بضل تخفيف حدة القلق,حتى نتمكن من التوصل الى لاوعيه,وأن نضع في متناوله الوسائل الأكثر فعالية للتعبير عن حياته الهوامية,(اللعب هنا يعتبر الوسيلة الفضلى للتعبير عن هواماته اللاواعية لأن شدة القلق تمنعه من التعبير اللفظي).
إن اللعب كالحلم يفصح عن مضمون كامل,فمن خلال عناصره التي هي بمثابة التداعيات,يمكن للمحلل إكتشاف المعنى الخفي.يقدم التحليل بواسطة اللعب للطفل إمكانية التصريف العاطفي,والأرصنة الهوامية للمشهد البدائي الحقيقي أو المتخيل بعد ربطه بالوضعية الحالية التي نتعامل معها كوضعية نقلة,التحليل بواسطة اللعب يبين أيضاً التجارب الطفلية وتكوين النمو الجنسي.وهو أيضاً يخفف من حدة التثيت ويصلح الإنحرافات التي شوشت مجرى النمو عند الطفل.
4- إن التأويل ممكن وينبغي أن يبدأ منذ اللحظة التي يفصح فيها الطفل عن عقده,سواء من خلال العابه أو رسوماته أو من خلال سلوكه وهواماته هذا المبدأ لايخالف القاعدة التي تحتم على المحلل إنتظار التاويل حتى تتمركز النقلة.
1- ففي تحليل الأطفال تحدث النقلة الإيجابية منذ البداية.ولكن إذا ظهر القلق والخجل والحذر على الطفل يمكن أن نعتبر سلوكه نقلة سلبية ويصبح من الضروري تأويلها,لأن التأويل يخفف من النقلة السلبية عن طريق إعادة العواطف التي ترافقها الى الوضعية والموضوعات التي كانت ترتبط بها في الأصل.بمعنى ما أن تفسد المقاومة وترد الى الوضعية الأساسية حتى تزول ويستعيد الطفل ثقته وهدؤه,فيستأنف ألعابه مؤكداً من خلال تفاصيل اللعب ذلك التأويل الذي قدم له.
2- إن التأويل له غاية وهي تأمين المخرج للمكبوت وتخفيف القلق الذي يتيقظه,وشق الطريق اما م العمل التحليلي.
والتأويل ينبغي أن يتناول عنصراً من المضمون اللاواعي,إذا أراد أن يدخل الى لاوعي الطفل,ولهذا:
1- ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار تكرار الموضوع اللعبي الذي يأخذ أشكالاً عديدة ومتنوعة.
2- ينبغي تحديد شدة الإنفعال المرتبط بهذه التصورات المختلفة لأنها تبين لنا العاطفة المرتبطة بمضمون هذه التصورات.
إن التأويل الذي لايتناول المنطقة التي توجد فيها المقاومة الأشد,سوف يسمح للقلق بالبقاء على شدته ووضوحه.