تزداد المنافسة في مجال الكمبيوترات الدفترية السهلة الحمل والزهيدة الثمن،المخصصة عادة لتصفح شبكة الإنترنت والقيام بالأعمال المكتبية اليومية أثناء التنقل. بعد الأداء المتواضع لكمبيوتر الـ2133 Mini-Note الذي شكل باكورة منتجات HP في هذا المجال، أنزلت هذه الشركة إلى الأسواق أخيراً
الـ Mini1000 في محاولة للحاق بالأجهزة المنافسة من ناحية الأداء وتركيز مكانتها في هذا المضمار الجديد المتنامي.
قد لا يكون مظهر الـ Mini 1000 الخارجي ملفتاً للأنظار أسوة بسابقه الـ2133 Mini-Note المتميز بغطاء من الألومينوم الباهت وقالب من خليط معدن المغنيزيوم، إلا أنه، من دون شك، يعدّ تطوراً نوعياً من ناحيتي المواصفات والأداء إذا ما قورن بسابقه. بعرض 261 مم، عمق 165 مم، سماكة 23 مم كحد أقصى ووزن لا يتعدى 1.1 كلغ فحسب، يعدّ هذا الكمبيوتر الأرفع بين الكومبيوترات المنافسة حالياً، باستثناء الـEee PC S101 من شركة ASUS، ويمكن حمله بسهولة أثناء التنقل.
يتوافر هذا الكمبيوتر السهل الحمل في الأسواق بغطاء من البلاستيك الأسود الممهور بعلامات أنيقة وبشعار شركة HP، طلي بغلاف لامع يقيه الخدوش أثناء الإستعمال اليومي المتكرر. أما قالبه فهو بلون أسود باهت ما يزيد من مجمل أناقته.
ما يميز الـ Mini 1000 عن بقية الكومبيوترات المنافسة ويعطيه أفضلية كبيرة، تزويده بلوحة مفاتيح تعدّ الأكبر في فئتها وأصغر بـ 8 في المائة فحسب من لوحات المفاتيح المتوافرة في الكمبيوترات الدفترية التقليدية، مؤمنة مساحة أكبر من رديفاتها المتوافرة للأجهزة المنافسة، وتتناسب أكثر مع أصابع اليد، تسهل بالتالي عملية الطباعة.
استطاعت شركة HP التوفيق بين حجم لوحة المفاتيح الكبير وقالب هذا الكمبيوتر الدفتري بالإستغناء عن الإطار الموجود على الأطراف عادة، والإستفادة من مجمل مساحة القاعدة المتوافرة، إذ رصفت المفاتيح من أقصى يمين هذا الجهاز إلى أقصى شماله. تمتاز هذه اللوحة بمقاومة انسكاب السوائل الناتجة عن الحوادث وبتزويدها بمجاري مخصصة لتصريفها بعيداً عن المكونات الحساسة. حبذا لو طليت مفاتيحها، أسوة بالـ2133 Mini-Note، بغطاء واقٍ يزيد من حصانتها ضد الخدوش، إلا أن الشركة المصنعة آثرت الإستغناء عن هذه الخاصية في محاولة لخفض كلفة هذا الجهاز.
إلى أسفل لوحة المفاتيح تلك ثمة لوحة لمسية (Touch Pad) تنوب عن الماوس بحجم 61×28 مم مطلية بغطاء أسود يساعد على اندماجها مع مجمل طابع هذا الكمبيوتر ويسهل عملية انزلاق أصبع اليد عليها. كذلك ثمة مكان إلى جانب هذه اللوحة اللمسية الأيمن خصص لتمرير، إلى أعلى أو أسفل، صفحات المواقع الإلكترونية أو المستندات المختلفة. ارتأت الشركة المصنّعة تثبيت المفتاحين المخصصين للنقر شمال ويمين هذه اللوحة اللمسية عوضاً عن أسفلها كما هو متعارف عليه، ما يتطلب مهارات أكبر لاستعمالها بسهولة ويقلل من المساحة المخصصة لتموضع اليدين أثناء الطباعة.
زود الـ Mini 1000 بشاشة كريستال سائل (LCD) عريضة بسعة 10.2 بوصة ونسبة 16:9، تمتاز بدقة أقصاها 1024×600 بكسل قادرة على إظهار معظم المواقع الإلكترونية أو صفحة A4 القياسية بسهولة ومن دون الحاجة إلى تمرير الصفحة شمالاً ويميناً أو تصغيرها.
نظام تصغير
تعتمد هذه الشاشة على نظام LED تصغير Light Emitting Diode للإضاءة الخلفية ما يخفف من سماكتها ويوفّر لها درجة سطوع كاملة فورية منذ اللحظة الأولى لتشغيل هذا الجهاز. كذلك يؤمن نظام الإضاءة الخلفية توفيراً ملحوظاً في مصروف طاقة التشغيل إذا ما قورن بأنظمة الإضاءة المنافسة.
أحيطت شاشة العرض تلك بإطار اسود أنيق وتمت حمايتها من الخدوش والأذى الناتجين عن الإستعمال اليومي، بغلاف بلاستيكي شفاف خارجي يضمن الحصول على ألوان جميلة عميقة في الأماكن المعتمة نسبياً، إنما يؤدي إلى مضاعفة الإنعكاسات ويحول دون رؤية محتوياتها بوضوح في جميع الظروف كالأماكن الشديدة الإضاءة عموماً أو عند استعمال هذا الكمبيوتر تحت أشعة الشمس، ما قد يشكل عقبة كبيرة للمستخدم المتنقل.
ثمة كاميرا ويب مدمّجة في الإطار العلوي لهذه الشاشة مدعّمة يميناً بميكروفون مبيّت تؤمن القدرة على التخاطب بالصوت والصورة عبر برنامجك المفضل للدردشة، أو حتى إجراء المكالمات الهاتفية بالإستعانة بشبكة الإنترنت من دون الحاجة إلى استعمال ملحقات إضافية.
في لفتة أنيقة وفريدة، ثبتت شركة HP مكبّرات الصوت الستيريو في هذا الكمبيوتر الدفتري السهل الحمل عند المفصل المتحرك الذي يجمع شاشة العرض بالقالب الرئيس وحمتها بشبكة معدنية جميلة.
تمتاز مكبرات الصوت تلك بوضوح الصوت ونقاوته نسبة إلى فئتها ويساهم مركزها بجودة أدائها، إذ يصعب إقفال فتحاتها باليدين خلال الطباعة أو الاستعمال الطبيعي لهذا الكمبيوتر. إلى جانب تلك المكبرات ثمة مؤشر يضيء بلون أزرق للدلالة على تفعيل خاصية الواي-فاي 802.11b/g المدعمة كلياً التي تؤمن التواصل لاسلكياً بشبكة الإنترنت نظرياً بسرعة 54 ميغابت بالثانية (54Mbps)، بالإستعانة بنقاط حامية (Hot Spots).
تتضمن الواجهة الأمامية
للـ Mini 1000 شمالاً مفتاحاً مخصصاً لتشغيل هذه الخاصية، أما يميناً فيتوافر المفتاح المخصص لتشغيل هذا الكمبيوتر الدفتري السهل الحمل. كذلك تتضمن هذه الواجهة مؤشرين مضيئين إضافيين، أحدهما خصص للدلالة على عمل القرص الصلب المبيت والثاني خصص للدلالة على صحة شحن بطارية الليثيوم المدمجة والتي توفر ثلاث ساعات من التشغيل المستمر من دون الحاجة إلى إعادة شحنها.
يتضمن جنب هذا الكمبيوتر اليمين من الأمام إلى الخلف منفذاً موحداً لوصل سماعات أذن خارجية وميكروفون خارجي، بالإضافة إلى منفذ حصري بشركة HP يمكن الإستفادة منه، خصص لوصل الـ Mini 1000 بشاشة عرض خارجية أو أي وسيلة عرض متوافقة بالإستعانة بمحول يمكن شراؤه اختيارياً. كذلك يتوافر منفذ USB 2.0 قياسي يوفر القدرة على التواصل مع الملحقات المختلفة كمحركات الأقراص الصلبة الخارجية أو ذاكرات التخزين الصلبة الخارجية، على سبيل المثال لا الحصر، وتبادل المعلومات بينهما بسرعة عالية، ومنفذ مخصص لشحن البطارية بالإستعانة بالمحول المتوافر.
أما في ما يختص بالجنب الشمالي لهذا الكمبيوتر السهل الحمل فيتضمن منفذ إثرنت للتواصل سلكياً بشبكة الإنترنت أو بالشبكة المحلية بسرعة أقصاها ألف ميغابت بالثانية (10/100/1000Mbs Ethernet port) مخفياً خلف باب خاص، بالإضافة إلى منفذ USB 2.0 ثانٍ وفتحة مخصصة لاستقبال شرائح الذاكرة من نوع ثلاثة بواحد، قادرة على استقبال أنواع MMC وSD وSDHC المتوافرة في الأسواق بأسعار مقبولة.
كذلك زود هذا الكمبيوتر بخاصية البلوتوث 2.1 لتفعيل وتسريع عملية التواصل مع الأجهزة القريبة المتوافقة مع هذه التكنولوجيا ويمكن الإستفادة منها اختيارياً للتواصل مع جوّال متناسب والدخول إلى الإنترنت عبر شبكة الهواتف الخلوية.
التكنولوجيا
على عكس سابقه الـ2133 Mini-Note الذي يعتمد على معالج مركزي متواضع جداً من شركة Via ما انعكس سلباً على أدائه، دعّمت شركة HP الـ Mini 1000، أسوة بمنافسيه، بمعالج شركة إنتل المركزي الجديد Atom بسرعة 1.6 غيغاهرتز المصمم خصيصاً لأجهزة الكمبيوتر الدفترية الصغيرة السهلة الحمل، ويؤمن أداء عالياً نسبياً مع الحفاظ على نسبة متدنية من الحرارة واستهلاك طاقة منخفض، ما يفسّر استقلالية هذا الكمبيوتر الكبيرة وعدم تطلبه مراوح تبريد عالية الأداء يسبب ضوضاء تشغيلها إزعاجا كبيراً للمستخدم.
معالج Atom هذا قادر على القيام بالأعمال اليومية المكتبية أو تصفح شبكة الإنترنت وتشغيل المقاطع الموسيقية وأفلام الفيديو بسهولة تامة، وهو مدعم بواحد غيغابايت من الرام (1GB DDR 2) وبكارت إظهار صورة من إنتل أيضا مدمجة على اللوحة الأم (Intel 945GSE Express) ومزودة بـ 64 ميغابايت الرام، متشاركة مع كمية الرام الإجمالية المتوافرة للكمبيوتر، ما يقلل من أدائها على صعيد معالجة الرسوم والصور الثلاثية الأبعاد.
كذلك زود هذا الكمبيوتر بمحرك قرص صلب بحجم 1.8 بوصة بسرعة 4200 دورة في الدقيقة وسعة 60 غيغابايت مماثل لتلك المتوافرة في بعض أجهزة تشغيل الموسيقى المحمولة للحفاظ على نحافة قالبه، عوضاً عن محركات الأقراص الصلبة المستعملة في الكمبيوترات الدفترية عادة والبالغ حجمها 2.5 بوصة، والقادرة على سرعة 5400 دورة في الدقيقة ما ينعكس سلباً على أداء الجهاز برمته.
استغنت شركة HP عن نظام التشغيل ميكروسوفت ويندوز Vista بإصدار Business Edition الذي زودت به كمبيوترها السهل الحمل السابق والمعروف ببطئه، حتى عند الإستفادة منه في الكمبيوترات الدفترية القياسية المزودة بمعالجات مركزية مزدوجة النواة والفعالة جداً من شركة إنتل أو AMD، وفضلت تدعيم الـ Mini 1000 بنظام التشغيل ميكروسوفت ويندوز XP بإصدار Home Edition الذي أثبت جدارة كبيرة وثباتاً على مدى سنين طويلة.
السلبيات
على الرغم من استفادة شركة HP من الأخطاء الواردة في كمبيوترها الـ2133 Mini-Note السهل الحمل السابق وجهودها الحثيثة لتصحيحها في الـ Mini 1000، ما زال هذا الكمبيوتر يحتوي سلبيات عدة بعضها قديم متوارث عن سابقه وبعضها جديد، أهمها اعتماده على منفذ حصري بشركة HP لإسقاط محتويات شاشته على شاشة عرض خارجية أو أي وسيلة عرض أخرى متوافقة، ما قد يعقد هذه المهمة ويصعبها. كذلك لا يتضمن منفذ توسيع من نوع ExpressCard مخصصاً لاستقبال الملحقات الإضافية المتوافقة وزيادة خصائص هذا الجهاز. حبذا لو تضمن تقنية الواي-فاي (802.11draft n) من الجيل الحديث التي تؤمن نظرياً الإتصال اللاسلكي بالشبكة بسرعة 248 ميغابت بالثانية (248Mbit/sec) ضمن قطر يبلغ 70 متراً عوض الواي-فاي 802.11b/g التي يوفر التواصل نظرياً بسرعة 54 ميغابت بالثانية (54Mbps).
الرأي
يجمع كمبيوتر الـ Mini 1000 الدفتري السهل الحمل بين الشكل الجميل والأداء الممتاز، نسبة إلى فئته، والسعر المقبول وهو جدير بالمنافسة في هذا المضمار الجديد وسيعجب المستخدمين الراغبين بالقيام بأعمالهم أثناء التنقل.